حياتنا ... ألم ..و أمل ...و عمل

لا أدري ماذا جرى لي هذا اليوم ولكن طيفه مر بي ... لم أعتد كتابة كلمات الرثاء لكن هذه المرة قلبي الذي يكتب لا يدي

لم أزل أذكرها ... آخر عبارة قرأتها منه .. آخر رمز مستعار دخل به إلى هذا العالم الإلكتروني

" حياتنا ... ألم ..و أمل ...و عمل "

................

.........

....

أجل يا إبراهيم فحياتنا

ألم

نتجرعه كل يوم ولا ناكد نسيغه ....حياتنا ألم فليس كل من يدرس ينجح ولا كل من يزرع يحصد

حياتنا الم ... فليس كل من تمنى خيرا وجده .. وليس كل من سعى لهدف حققه

حياتنا ألم ... فغربة الوطن تؤلم لكن غربة الدين تقتلنا في اليوم ألف مرة

حياتنا ألم ... تفرق الأحباب وتعذب الخلان

بالامس القريب خطف الموت أخي حارما اياي من احلى الذكريات

خطفه دون أن يدع لي فرصة لاقول وداعا

خطفه و أنا أبعد عنه آلاف الأميال

فكم هي مؤلمة الحياة

اليوم يا إبراهيم ... كما رحل عني أخي أنت راحل رااااحل

رحلة بنفس الطريقة وبنفس الأحداث

فجأة ومن غير مقدمات ... يأتـي السرطان بآلامه

كنت قويا بآمالك وأحلامك ... لكن المرض كان أقوى

قبل عام رحل والدك ذلك الجار الطيب الذي أحبه الصغير قبل الكبير

رحل محملا إياك أمانة ثقيلة لترعى أسرة كبيرة

لكن المرض آثر أن يريحك من هذه الأمانة وآلامها

فسبحان القائل : " لقد خلقنا الإنسان في كبد "ـ

.............

وحياتنا أيضا

أمل

نعيش في ظله ونسعى من أجله ... ـ

حياتنا أمل نحو شهادة تبنى بها الأوطان

حياتنا امل نحو وظيفة توفر عيشة كريمة

حياتنا أمل نحو أسرة مترابطة سعيدة

حياتنا أمل نحو أمة إسلامية موحدة

أجل يا إبراهيم ... أنت من علمنا أن مع كل ألم جديد لا بد من وجود الأمل

كم تحاملت على همومك لترسم البسمة على شفاهنا ؟؟

كم مرة دخلت مجلسا يملئه الحزن والقنوط لتخرج منه بعد أن ملأته بالبسمة والأمل ؟؟ أجل يا إبراهيم ...فانت الشخص الذي بقدومه يفرح أصدقائه وأعدائه !!ـ

بروحك المرحة وصبرك العجيب رغم الآلام التي مرت بك ... كنت مثلا يحتذى وقدوة تتبع

...........

وكذلك فإن حياتنا أيضا

عمل

أجل ... رغم الجراح والآلام نعمل وابتسامة الرضا تعلو وجهونا

أجل ... وإن كثرت المصائب وعم البلاء فلا بد من العمل

أجل ... نحن نعمل لأن لدينا إيمانا بالله أنه رغم الآلام ...سيأتي يوم وتتحقق الآمال

إن لم يكن في حياتنا فربما بعد الممات

" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "

أجل فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس كم كنت تدهشنا بإصرارك وعزمك على التخرج رغم تأخرك عن أقرانك دراسيا كنا نرى أنه لا أمل أمامك ... ومعدلك كان في الحضيض وأي جامعة أو كلية تقبل بمثل هذا ؟!ـ لكن أملك بالله كان أقوى ... ما ظننا أنك بعد تخرجك ستتخرج من هذه الحياة كلها ولكنك تخرجت بامتياز لم تكن مميزا في دراستك لكنك كنت حتما مميزا بإيمانك ورضاك بقضاء الله وقدره

أتذكر الصيف الماضي ؟؟

أتذكر أيام ما أتتك الهموم من كل جانب حتى صار قلبك الكبير لا يحتمل ؟؟

أتذكر كيف كنا نفضفض لبعضنا بحزن وأسى ؟؟

أتراك تذكر أننا بعد كل لقاء نخرج بأمل جديد ومشروع جديد ينفذ من الغد ؟؟

أجل فنحن من هنا نبدأ ... وفي الجنة نلتقي

---------------

رحمك الله يا إبراهيم واسكنك فسيح جناته

والهم ذويك الصبر السلوان

لكم حاولت أن أتجلد مع اخواننا ولا ابدي لهم الا مشاعر الرضا بالقضاء

ولكن يا ابراهيم هنا تسكب العبرات

ولا اقول الا كما قال الحبيب صلى الله عليه والسلم

" إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون ...إنا لله وإنا إليه راجعون "

أعدك يا أخي أني لن أنسى كلماتك

ولن انساك من الدعاء

ولن أنسى أن حياتنا

ألم وأمل وعمل

-----

أخوك المحب

Ambitious

07/08/05